البريليوم... عنصرٌ استراتيجيٌ وحُليّ جميلةٌ
عرف الإنسانُ منذ زمن بعيد الكثير من المواد المعدنية المتواجدة في الطبيعة واكتشف عناصرها واستخدم بعضها في ميادين عديدة وعنصر البريليوم من المكونات الكيماوية التي تأخر اكتشافها واستخلاصها بالرغم من علم معادنه منذ آلاف السنوات.
عنصر الحُسن
يدخل البريليوم في تركيب الكثير من المواد المعدنية التي يستخلص منها الصخور الكريمة مثل البريل الذي يستخلص منه الزمرد والأكوامارين الذى يستخلص منه الزمرد الأزرق والهليودور ويستخرج منه الزمرد الذهبي والمورجانيت ويستخرج منه الزمرد الوردي والكريزوبيريل والالكسندريت. ونجد أن عنصر البريليوم من المواد المعدنية الصلبة ووزنه أخف من الألومونيوم، ولكن صلابته تفوق الصلب المستهلك في الإنشاءات المعمارية وهو مقاوم للحرارة حيث ينصهر نحو درجة حرارة 1300 درجة مئوية وفي الربع الثاني من القرن العشرين تم استعداد البريليوم صناعياً واستخدامه في ميادين مغايرة.
البريليوم والصناعات التخطيط
اكتشف العلماء الخواص المتنوعة لعنصر البريليوم بعد تحضيره صناعيا فاستخدمت سبائكه في تصنيع الطائرات لأنها أخف مرة ونصف مرة من الألومونيوم بالإضافة الى قوة تحملها عندما تطير بأضعاف سرعة الصوت، كما أن مقاومة عنصر البريليوم للحرارة العالية جعلته الأنسب في تصنيع الصواريخ ومركبات الفضاء كما عرف عنه في ميدان الفيزياء النووية أنه هزيل في امتصاص النيوترونات وهي اجسام ضئيلة داخل الذرة، فهو يحول من حركتها ويبطئ من سرعتها فيتحكم في التفاعلات داخل المفاعلات النووية كما أنه يضاف بأحجام طفيفة للنحاس لتصنع منه سبيكة تسمى برونز البريليوم وهي تتميز بأنها عالية المشقة قوية الاحتمال تستخدم في تصنيع التروس ذات السرعات العالية، وايضا الصمامات والمحركات الكهربائية، كما أن مقاومته للاحتكاك أدت إلى استعماله في مصانع الذخيرة والمفرقعات حيث إن احتكاكه لا يكون السبب عنه تطاير الشرر. والصخور التي تحتوى على عنصر البريليوم حاضرة في الوطن العربي بأحجام عظيمة يمكن النفع منها حيث تبقى في القسم من الغرب من المملكة السعودية وفى الصحراء الشرقية وجنوب شبه جزيرة سيناء بمصر كما أنها حاضرة في دولة السودان.